هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين
التمارين
يحتوي هذا الباب على اقتراحات بشأن تمارين تعليمية تجرى داخل الحصص الدراسية وقبلها، بينما ترد في باب منفصل اقتراحاتٌ بشأن تكليفات يُضطلع بها بعد الحصص من أجل تقييم فهم الطلبة لهذه الوحدة التعليمية.
والتمارين المذكورة في هذا القسم هي الأنسب للحصص الدراسية التي تستوعب عددا من الطلبة قد يبلغ 50 طالبا، حيث يمكن تنظيم الطلبة بسهولة في مجموعات صغيرة يتناقشون ضمنها بشأن قضايا معينة أو يقومون بأنشطة، ثم يقدم ممثلو المجموعات تعقيبات إلى الطلبة كلهم في قاعة الحصة الدراسية. ومع أن من الممكن تنظيم الطلبة في مجموعات صغيرة مكونة من الحجم نفسه في الحصص الدراسية الكبيرة التي تجمع بضع مئات من الطلبة، فإن ذلك ينطوي على مزيد من التحديات؛ وقد يرغب المحاضر في تكييف أساليب التسهيل من أجل كفالة إتاحة الوقت الكافي للمناقشات ضمن مجموعات الطلبة، وكذلك تقديم التعقيبات إلى مجموع الطلبة في قاعة الحصة الدراسية. علما بأن أسهل طريقة لمعالجة اشتراط المناقشات ضمن مجموعات صغيرة في حصص دراسية كثيرة عدد الطلبة، هي أن يُطلب إلى الطلبة مناقشة المسائل المطروحة مع مجموعة مكونة من أربعة أو خمسة من الطلاب الجالسين قريبا. ولكن بالنظر إلى تقييدات الوقت لن يكون بمقدور كل مجموعات الطلبة تقديم تعقيبات في كل تمرين يُجرى. ومن ثم يوصى المحاضِر بأن يلجأ إلى إجراء اختيارات عشوائية وأن يحاول كفالة إتاحة الفرصة لكل المجموعات لتقديم تعقيبات مرة واحدة على الأقل أثناء الجلسة الدراسية. وإذا ما سمح الوقت، يمكن للمحاضر أن يسهل إجراء مناقشة في جلسة عامة لمجموع الطلبة بعد أن تكون كل مجموعة قد قدمت تعقيباتها. وجميع التمارين المذكورة في هذا القسم مناسبة للطلبة الخريجين في مرحلة الدراسات العليا وطلبة الدراسة الجامعية قبل التخرج على حد سواء.
ولكن بالنظر إلى وجود تباين شاسع في المعارف المتوفرة ومدى اطلاع الطلبة المسبق على هذه المسائل، فإن القرارات بشأن مدى مناسبة التمارين ينبغي أن تستند إلى السياق التعليمي والاجتماعي القائم. هذا ويتم تشجيع المحاضر على ربط كل تمرين بقسم المسائل الرئيسية في الوحدة التعليمية.
ويوصى بأن يبدأ المحاضرون ببناء بيئة مواتية وودودة في بداية الصف وقبل إجراء التمرين الأول. ومن الممكن أن يتم ذلك من خلال كسر الجليد بطريقة داعمة، من خلال دراسة ميل الطلاب صوب الفساد بكل احترام، ومن خلال إظهار اهتمام حقيقي بوجهات نظرهم. وحالما يرى الطلاب أن المحاضر محترم، ومهتم حقاً بتوجههم إلى المادة، ومتسق في مراقبة أي تعليقات غير داعمة أو ساخرة من قبل أعضاء الصف، فإن هذه المساحة الآمنة ستتيح التعلم والتطوير الفعّالَين.
التمرين الأول : كسر الجليد
ملاحظة جانبية: من خلال كسر الجمود بطريقة داعمة في أول تمرين، يمكن للمحاضر أن يبدأ في بناء بيئة مواتية ومتعاطفة في بداية الصف. ويشمل ذلك دراسة بكل احترام ميل الطلاب الحالي نحو الفساد، وإظهار اهتمام حقيقي بوجهات نظرهم. وما إن يرى الطلاب أن المحاضر محترم، ويهتم بصدق بوجهات نظرهم، ويتسق في مراقبة أي تعليقات غير داعمة أو ساخرة من جانب أعضاء الصف، فإن ذلك سيكون بمثابة تمهيد لإنشاء بيئة آمنة.
ويمكن أن يتضمن التمرين الأول العمل في مجموعات صغيرة، وجعل الطلاب يعرّفون مصطلح "فساد القطاع العام" ويروون قصصًا عن فساد القطاع العام قد سمعوا عنها أو خبروا بها. وفي هذا السياق، ينبغي سؤال الطلاب التعبير عن آرائهم حول مجالات القطاع العام التي يشعرون بأنها فاسدة في بلدهم مع تعليل إجابتهم. وينبغي أيضاً الطلب من الممثلين من كل مجموعة تقديم وجهات نظر المجموعة إلى المشاركين في الصف جميعاً، وتنسيق المناقشة فيما يخص ملاحظاتهم. وفي حال كان الموضوع حساساً جداً في بعض الظروف الخاصة، حيث أن الطلاب قد لا يشعرون بالارتياح للتحدث عنه علناً، قد ينظر المحاضر في إمكانية استخدام أدوات الكترونية مثل pollev.com للحصول على إجابات الطلاب بشكل مجهول ومناقشتها مع المشاركين في الصف جميعاً.
التمرين الثاني : دراسات الحالة
يجب تقسيم الطلاب إلى مجموعات مؤلفة من خمسة أو ستة أفراد ويجب أن تطلب من كل مجموعة مناقشة واحدة أو أكثر من دراسات الحالة التالية. ولتوجيه مناقشتهم، اسأل الطلاب تحديد ما يبدو أنه انتهاك قانوني أو أخلاقي واقتراح دوره في نوع الفساد الذي يتضح في دراسة الحالة. هذا ويتعين على كل مجموعة أن ترشح متحدثاً لتقديم ملاحظات المجموعة إلى الصف الأكبر. ويمكن للمحاضر بعد ذلك تنسيق المناقشة أكثر من خلال مقارنة ملاحظات المجموعة على دراسة الحالة ذاتها، أو مطالبة المجموعات بمقارنة دراسات الحالة المختلفة.
دراسة الحالة الأولى : توظيف الأصدقاء والعائلة
عيّن الرئيس التنفيذي لدائرة الصحة الوطنية في البلد "أ" زميلاً سابقاً في منصب المدير المالي. وقد قام بهذا التعيين من دون أي مرجع، ولا توصية توائم المرشح مع معايير الاختيار، ولا ملاحظات مستقاة من المقابلات ولا تقرير مقارن. واستمر المدير التنفيذي والمدير المالي في التعاقد مع أقاربهما (بمن فيهم الأزواج والأطفال)، وشركاء الأعمال السابقين والأصدقاء لشغل مجموعة متنوعة من المناصب في دائرة الصحة الوطنية، وذلك مع استبعاد في كثير من الأحيان المرشحين الأكفاء. ونظراً لصغر حجم البلد "أ"، فإن هذه التعيينات كانت واضحة جداً. هذا وتلاعب الثنائي بعمليات الشراء لصالح أسرهما وشركائهما.
دراسة الحالة الثانية : شراء كراسي مكتبية
طرحت شعبة المشتريات في إدارة حكومية توريد كراسي مكتبية للمناقصة. وكانت معايير الإرساء هي السعر ووقت التسليم. وقد تم ترجيح السعر بنسبة 80 في المائة (أي 80 نقطة لأدنى سعر). وفيما يتعلق بالمعايير غير المتصلة بالأسعار، سيحصل مقدم العرض الذي يعرض فترة تسليم تتراوح بين ستة وخمسة أشهر على خمس نقاط، وبين خمسة وأربعة أشهر على عشر نقاط، وبين أربعة وثلاثة أشهر على 15 نقطة، وأقل من ثلاثة أشهر على 20 نقطة، ولن تمنح أي نقاط خلال فترة التسليم التي تزيد على ستة أشهر. وقدمت شركتان عروض وكانت أسعارهما متماثلة تقريباً. وقدمت إحدى الشركات مهلة تسليم قدرها 4.5 أشهر (من خلال تحديد مربع الاختيار المناسب في وثائق العرض)، في حين أن مقدم العرض الثاني لم يقدم عن عمد أي وقت للتسليم. وفي مقابل الحصول على رشوة، حدد أحد المسؤولين الحكوميين الفاسدين المربع "أقل من ثلاثة أشهر" في العرض الثاني بعد تقديم العرض. وكان هذا هو العامل الحاسم في الفوز بالمناقصة وفي إرساء العقد. وفي الواقع، تم تسليم كراسي المكاتب بعد ثمانية أشهر من إبرام العقد.
دراسة الحالة الثالثة : شبكة الكهرباء
كان من المفترض أن يوافق المسؤولون في شركة كهرباء تديرها دولة في بلد نامٍ على إقامة شبكات كهرباء جديدة وتركيبها. ولكن تبيّن أن في بلدات عدة، حين طلب أفراد من عامة الناس توصيل شبكات كهربائية، أخبرهم بعض المسؤولين أنه بإمكانهم مقابل مبلغ كبير غير رسمي إمدادهم بعداد أشخاص آخرين حتى لا يحصلوا أبداً على فاتورة كهرباء. والأشخاص الذين يرفضون هذا العرض سيتعين عليهم الانتظار أشهر عدة حتى يتم توصيل الكهرباء لهم بشكل قانوني. أما أولئك الذين قبلوا العرض وبوسعهم أن يسددوا الدفعة فيتم توصيلهم على الفور ويتمتعون بكهرباء "مجانية".
التمرين الثالث : فهم فساد عمليات المشتريات
اعرض فيديو مدته سبع دقائق عن مخاطر الفساد في المشتريات العامة، وقم بتنسيق مناقشة حول أهمية المشتريات العامة الخالية من الفساد. واطلب من الطلاب التفكير في نظام المشتريات العامة في بلادهم والتغييرات المطلوبة لتحسينه.
التمرين الرابع : القضايا الثقافية في فساد القطاع العام – الهدايا وتضارب المصالح
يهدف هذا التمرين إلى تشجيع الطلاب على التفكير في القضايا الصعبة التي تثيرها الممارسات التي قد تكون مقبولة ثقافياً في سياق ما ولكن ليس في سياق آخر. وتركز الأمثلة الواردة أدناه على الممارسة الثقافية المتمثلة في تقديم الهدايا، التي قد تتعارض في بعض المجتمعات مع الإطار القانوني لمكافحة الفساد. واطلب من الطلاب التفكير فيما إذا كان ينبغي اعتبار هذه السيناريوهات حالات فساد (قد تؤكد بعض المجتمعات أن هذه الممارسات لا علاقة لها بالفساد) وكيفية معالجة التحدي الذي تشكله الثقافات التي تتعامل مع تقديم الهدايا بشكل مختلف :
- تُبقي شركة في الولايات المتحدة بتصرفها أحد المنتجعات وتدعو كبار القضاة والسياسيين ورجال الأعمال لقضاء الوقت هناك والاختلاط معاً بدون مقابل.
- تتم دعوة أحد مسؤولي المدينة في نيوزيلندا، وهو مسؤول عن الموافقة على تصاريح البناء، إلى تناول وجبة غداء فاخرة من جانب أحد مطوري العقارات، ثم إلى مباراة كرة قدم حيث يجلس في مقصورة فاخرة خاصة بالشركات.
- في مناطق المكسيك الريفية، يتقاسم المسؤولون الحكوميون الفاسدون بعض ثرواتهم المتراكمة بصورة غير قانونية مع المجتمع المحلي من خلال تمويل فعاليات تتخللها أطعمة ومشروبات كحولية مجانية.
- يقبل وزير الأشغال العامة في كوينزلاند بأستراليا أسهماً مخفّضة الثمن في شركة تعدين تخطط لاستثمارات في منجم جديد وبنية تحتية مرافقة.
لقد أُخذت هذه السيناريوهات من مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست كتبه مارك بيرمان وجيري ماركون بعنوان "لماذا كان القاضي سكاليا يقيم مجاناً في منتجع في تكساس" (2016)، ومن مقال أكاديمي كتبه آدم غرايكار وديفيد جانكسيكس بعنوان "تقديم الهدايا والفساد" (المجلة الدولية للإدارة العامة، المجلد 40، العدد 12، الصفحات 1013-1023 (2017)).