نشرت النسخة الإنجليزية لأول مرة في تموز(يوليو) 2018؛ تمت مراجعتها في كانون الثاني (يناير) 2019.
نُشرت الترجمة العربية في نيسان (أبريل) 2021.
هذه الوحدة التعليمية هي مورد مرجعي للمحاضرين
الاختطاف من أجل الفدية والإرهاب
الحقائق الرئيسية
يتم تعريف الاختطاف مقابل فدية، أو أخذ الرهائن، في الاتفاقية الدولية لمناهضة أخذ الرهائن كما يلي :
أي شخص يحتجز أو يعتقل او يهدد بقتل شخص أو إيذائه أو الاستمرار في احتجازه لإجبار طرف ثالث أي دولة أو منظمة حكومية دولية أو شخص طبيعي أو معنوي أو مجموعة من الأشخاص، القيام أو الامتناع عن القيام بأي عمل كشرط صريح أو ضمني للإفراج عن الرهائن (المادة 1).
ومن عام 1970 إلى 2010، مثلت حوادث الاختطاف جزءًا صغيرًا من جميع الهجمات الإرهابية (6.9٪)، ومع ذلك، حتى عام 2016 قفزت نسبة عمليات الاختطاف بشكل كبير إلى 15.8٪ من جميع الهجمات الإرهابية (قاعدة بيانات الإرهاب العالمي، 2018). وفي عام 2017، انخفض العدد الإجمالي للهجمات الإرهابية (8،584 في جميع أنحاء العالم) بنسبة 23 في المائة، وانخفض عدد الضحايا بسبب الهجمات الإرهابية بنسبة 27 في المائة مقارنة بعام 2016. وكان عدد ضحايا الخطف والرهائن المسجلين في هذا العام أكثر من 8900، مما يشير إلى انخفاض بنسبة 43 في المائة عن عام 2016 والى تحول ملحوظ عن السنوات السابقة التي شهدت زيادات حادة في هذا الرقم. وعلى الصعيد العالمي، شكلت التفجيرات والانفجارات 47 في المائة من الهجمات في ذلك العام. وكان الهجوم المسلح الشكل التالي الأكثر شيوعاً للهجوم بنسبة 22 في المائة، تليها هجمات المرافق/البنية التحتية (12 في المائة)، وأخذ الرهائن (10 في المائة) والاغتيالات (8 في المائة).
ووصف ناصر الوحيشي، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقره اليمن، الاختطاف بأنه "غنائم سهلة ... تجارة مربحة وكنز ثمين" (رود، 2014). أما عمر ابن حماها، قائد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ومقره مالي، فقد أشار في مقابلة صحفية: إلى أن "الكثير من الدول الغربية تدفع مبالغ هائلة للجهاديين. فمصدر تمويلنا هو الدول الغربية. إنهم يدفعون مقابل الجهاد "(نصير، 2012).
بين عامي 2008 و2014، حققت القاعدة والشركات التابعة لها ما لا يقل عن 125 مليون دولار من عائدات الاختطاف، وتم جمع 66 مليون دولار منها في عام 2013 (كاليماشي، 2014). ويقدر أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تلقى 75 مليون دولار كمدفوعات فدية بين عامي 2010 و2014 (مجلس الأمن (ب)، 2014). وشاركت مجموعة أبو سياف في عمليات الاختطاف حيث تم جمع حوالي 1.5 مليون دولار في شكل فدية بحلول عام 2014، وتم جمع نصف هذا المبلغ تقريبًا في عامي 2012 و2013. ومن المعروف أيضًا أن بوكو حرام تجمع الأموال عن طريق عمليات خطف جماعي للأجانب والمدنيين للحصول على فدية. ووفقًا للتقارير، فإن بوكو حرام لديها فرقة عمل متخصصة في الاختطاف تعمل على اختطاف السياسيين ورجال الأعمال والأجانب والحكام والموظفين المدنيين بقصد مقايضتهم لاحقًا بمبالغ كبيرة من المال أو بعودة مقاتلين آخرين من بوكو حرام (معهد الاقتصاد والسلام، 2017).
دراسة حالة: أبو سياف والصلة بين الجريمة والإرهاب/ الاختطاف طلباً للفديةاستخدمت منظمة أبو سياف الإرهابية (ASG) الاختطاف للحصول على فدية كأسلوب لتمويل أنشطتها في الفلبين. إن تاريخ ASG في الانخراط في كل من النشاط الإجرامي والإرهابي يجعله دراسة حالة مثيرة للاهتمام لدراسة الروابط بين الجريمة والإرهاب لأنها ترتكز على الاختطاف للحصول على فدية. ووفقًا لتحليل ماكنزي أوبراين عام 2012 لمنظمة أبو سياف الإرهابية، يرتبط تطورها من منظمة إرهابية إلى منظمة إجرامية بالتقلبات في قيادتها وعضويتها وهيكلها وعلاقاتها مع المنظمات الإجرامية والإرهابية. وتركز دراسة الحالة هذه على هويتين ل ASG كإرهابيين وخاطفين، وباستخدام تحليل أوبراين، تستخلص استنتاجات حول لماذا قد تنتقل جماعة إرهابية من أهدافها الأيديولوجية لتبني أهداف المؤسسات الإجرامية لتحقيق الربح (أوبراين ، 2012). ووفقًا لقاعدة بيانات الإرهاب العالمي، ظل عدد هجمات الاختطاف في الفلبين ثابتًا خلال العامين الماضيين، لكن عدد الضحايا زاد بنسبة 70٪ على الأقل بين عامي 2015 و2016 (127 ضحية في عام 2015 إلى 218 في عام 2016)؛ كما زاد العدد في عام 2017، لما وصل إجمالي المختطفين/الرهائن المسجلين في البلاد 408 (من إجمالي 8،937 ضحية مسجلة في جميع أنحاء العالم). وعلى الرغم من أن ASG لم تقم بكل عمليات الاختطاف من اجل الفدية في الفلبين، إلا أنه يعتقد أن المجموعة التي تضم أقل من 500 عضو مسؤولة عن جمع أكثر من 35 مليون دولار من أنشطة الاختطاف بين عامي 1992 و2008. ورغم أن تأسيس ASG في الأصل كان لتحقيق أهداف سياسية، إلا أنها طورت ميلًا متزايدًا للخطف للحصول على فدية. فالاختطاف هو محور أنشطة جماعة أبو سياف، وعلى الرغم من وصفها بأنها جماعة إرهابية في الفلبين طوال تاريخها، فقد زادت نشاطها الإجرامي بشكل ملحوظ على حساب أهدافها الإرهابية / السياسية / الإيديولوجية في مناسبات عديدة. وتقيم جماعة أبو سياف علاقات مع منظمات إرهابية أخرى مثل الجماعة الانفصالية الإسلامية الفلبينية، وجبهة مورو الإسلامية للتحرير (MILF)، والجماعة الإرهابية المتمركزة في إندونيسيا الجماعة الإسلامية (JI). ولفترة من الوقت، اعتمدت منظمة أبو سياف الإرهابية على التدريب والتمويل المقدمين من تنظيم القاعدة، ولكن تم قطعه في التسعينات بسبب الضغط المتزايد من السلطات الفلبينية. وبمجرد إزالة مصدر التمويل هذا، بدأت منظمة أبو سياف الإرهابية في الانخراط في أنشطة إجرامية لضمان استمرارها، بما في ذلك الاختطاف للحصول على فدية والتي شكلت أكثر من 90 ٪ من تمويلها. وحصلت جماعة أبو سياف على جزء كبير من تدريبها على الأنشطة الإجرامية من الجماعات الإرهابية الأخرى واعتمدت على الأرباح المحققة من الاختطاف لإغراء أعضاء جدد للانضمام إلى الجماعة. كان التجنيد في الماضي يتم تحت قيادة القادة الذين يتمتعون بشخصية إيديولوجية مثل عبد الرزاق جانجلاني على أساس الأيديولوجية. ولكن الآن يبدو أن المكافأة المالية هي استراتيجية التوظيف الأكثر فعالية. وتميل جماعة أبو سياف إلى اختطاف السكان المحليين بمعدل أعلى بكثير من الأجانب. ومع ذلك، عادة ما يتم دفع فدية أعلى لضحايا الاختطاف الأجانب. وقد يكون هذا عاملاً محفزاً لتلك الحوادث التي هاجمت فيها جماعة أبو سياف المنتجعات التي يرتادها السياح الأجانب وكذلك الأفراد الذين يعملون مع المنظمات غير الحكومية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (2009). وبحسب أوبراين، فإن ASG تتأرجح بين سنوات تقودها أيديولوجية إرهابية، وبالتالي تقلل من الاختطاف لأنشطة فدية، وسنوات تأخذ أهدافها الإرهابية مقعدًا خلفيًا في مشروع الربح من الاختطاف. ولدراسة كيفية اجتياز منظمة أبو سياف الإرهابية للعلاقة بين الجريمة والإرهاب، يوفر أوبراين أربعة أطر للتحليل تساهم في تحديد هوية منظمة أبو سياف الإرهابية على امتداد سلسلة الجريمة والإرهاب: (1) القيادة؛ (2) هيكل المجموعة؛ (3) عضوية المجموعة؛ (4) والروابط الخارجية. ويكشف هذا التحليل، عند تطبيقه على جماعة أبو سياف، عن العلاقة بين الجريمة والإرهاب من خلال الاختطاف للحصول على فدية من قبل الجماعات الإرهابية. |
التالي : استغلال الموارد الطبيعية والإرهاب
العودة الى الأعلى