18 تموز/يوليه 2017 - منذ عام 2010، تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم باعتباره اليوم الدولي لنيلسون مانديلا لإحياء ذكرى ميلاد الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ومساهمته البارزة في ثقافة السلام والحرية. وبالنسبة للمكتب، فإنَّ اليوم الدولي لنيلسون مانديلا يتيح أيضاً فرصة للفت الانتباه إلى السجناء الذين يزيد عددهم عن 10 ملايين سجين في مختلف أنحاء العالم، وإلى عمل المكلَّفين بحبسهم في ظروف آمنة ومأمونة وإنسانية.
وباستحضار ذكرى نيلسون مانديلا، الذي أمضى بنفسه 27 عاماً من حياته في السجن، اعتمدت الجمعية العامة قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء في كانون الأول/ديسمبر 2015 بوصفها "قواعد نيلسون مانديلا". وهذه القواعد هي ثمرة خمس سنوات من المشاورات الحكومية الدولية، وتمثل مواءمة تاريخية للنسخة الأصلية (1955) مع القانون الدولي والممارسات الجيدة لإدارة السجون.
وعمل المكتب مع السجون طويل ومتنوع. وكمتابعة مباشرة لاعتماد قواعد نيلسون مانديلا في عام 2015، وضع المكتب برنامجاً عالميًّا جديداً لرفع تحديات السجون يهدف إلى الحد من نطاق عقوبة السجن، وتحسين ظروف السجون، وتعزيز إدارة السجون، ودعم إعادة إدماج المجرمين اجتماعيًّا عقب الإفراج عنهم. وفي إطار البرنامج العالمي لإعلان الدوحة، يركز المكتب بالتحديد على برامج إعادة التأهيل في السجون وخدمات ما بعد الإفراج حرصاً قدر المستطاع على أن يكون السجناء مستعدين وقادرين على عيش حياة ملتزمة بالقانون عقب الإفراج عنهم - وهو نهج لا غنى لإدارات السجن عنه للحد من معاودة الإجرام والإسهام في السلامة العامة. غير أنه لا يزال يتعين القيام بأعمال كثيرة. ومن المسائل التي تطرح تحديات جسيمة أمام العديد من إدارات السجون: الاكتظاظ، وسوء ظروف السجون، والعنف، وارتفاع معدلات معاودة الإجرام، ومؤخراً خطر التطرف العنيف في السجون.
وشدد المدير التنفيذي للمكتب، يوري فيدوتوف، على أنه "في اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، سيواصل المكتب مواجهة تلك التحديات وتحويل الألفاظ المؤثرة لقواعد نيلسون مانديلا إلى أفعال جريئة وملتزمة." كما أفاد بأنَّ "قواعد نيلسون مانديلا هي مخطط لإدارة السجون ... وأنها تتيح حلولاً تقوم على أساس المبادئ الأساسية للأمن والسلامة والكرامة في جميع السجون ولجميع السجناء."
وفي فيينا، عُقد في مقر المكتب اجتماع خاص "لمجموعة أصدقاء قواعد نيلسون مانديلا" للاحتفال بهذا اليوم. وقد أنشئت هذه المبادرة الجديدة التي يدعمها المكتب في أيار/مايو 2017، وهي تتيح شبكة غير رسمية ومفتوحة العضوية للدول الأعضاء المتفقة في الرأي التي ضافرت جهودها لتعزيز التطبيق العملي لقواعد نيلسون مانديلا، وتيسير مشاورات الخبراء، ودعم المساعدة التقنية التي يقدمها المكتب في مجال إصلاح السجون.
وافتتح الاجتماع الرئيسان المشاركان لمجموعة الأصدقاء، سعادة السفير تيبوغو سيوكولو، البعثة الدائمة لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، وسعادة السفير فريدريش دوبلي، البعثة الدائمة لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة.
وأفاد السفير سيوكولو قائلاً: "ونحن مجتمعون هنا اليوم كمجموعة من الأصدقاء، فإننا ننضم إلى آلاف الأشخاص حول العالم الذين يشاركون في أنشطة مختلفة للاحتفال بموروث أيقونة من الأيقونات، ذلك الرجل الذي كرس حياته للكفاح من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة لفائدة الناس قاطبة، إنه الراحل نيلسون مانديلا. وقد تبنى المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، قضية نيلسون مانديلا وزملائه السجناء."
وفي غضون ذلك، علَّق السفير دوبلي قائلاً: "إنَّ قواعد نيلسون مانديلا قد عززت إلى حد كبير مستوى حماية حقوق الإنسان الذي وضعته الأمم المتحدة أصلاً بإصدار القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لعام 1955. وتجسد القواعد الجديدة فهمنا المشترك والحديث لظروف السجن الإنسانية. ومن ثم فإنَّ اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قواعد نيلسون مانديلا في كانون الأول/ديسمبر 2015 يمثل معلماً بارزاً في سياسة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان".
وعقب قرار الجمعية العامة أيضاً باستخدام اليوم الدولي لنيلسون مانديلا للترويج لظروف السجن الإنسانية وتقدير عمل موظفي السجون، سلط عدد من البلدان الضوء على الأنشطة التي يجري الاضطلاع بها احتفالاً باليوم، والعديد منها يُنفذ بدعم من المكتب. وتحدثت الأرجنتين وأوروغواي وأوزبكستان وبنما وبوليفيا وتايلند والجزائر والسودان والسويد وسويسرا وفنلندا والهند والولايات المتحدة عن مجموعة متنوعة من الأنشطة الرامية إلى زيادة الوعي بقواعد نيلسون مانديلا وتكثيف الممارسات الوطنية لإدارة السجون طبقاً للقواعد.
ومن جانب المكتب، قدم فيليب مايسنر، وهو مسؤول في مجال منع الجريمة والعدالة الجنائية، لمحة عامة عن عمل المنظمة، بما في ذلك قائمة مرجعية أُعدت مؤخراً لآليات التفتيش الداخلية لتقييم مدى الامتثال لقواعد نيلسون مانديلا، وأفاد قائلاً: "في هذا اليوم الدولي لنيلسون مانديلا، نحن في المكتب نأمل أن يستمر الزخم الكبير الذي أثارته القواعد المنقَّحة حيال إصلاح السجون، وأن نتمكن، بفضل الدعم المتواصل لمجموعة الأصدقاء، من العمل معاً للحفاظ على كرامة الإنسان في السجون، مما يحدث فرقاً حقيقيًّا بالنسبة للسجناء وموظفي السجون والمجتمع بأسره".
معلومات إضافية:
الدليل البياني لقواعد نيلسون مانديلا
النص الكامل لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا)
استراتيجية مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدِّرات والجريمة لرفع التحديات التي تطرحها السجون على الصعيد العالمي
قرار الجمعية العامة A/RES/70/175 الذي اعتمدت بموجبه قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء
ملخص لعملية تنقيح القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء
تقييم مدى الامتثال لقواعد نيلسون مانديلا: قائمة مرجعية لآليات التفتيش الداخلية