منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – 5 نوفمبر 2024
أحمد عبد الغني، قائد شاب من بنغازي في ليبيا، كان في طليعة العمل المدني بقيادة الشباب في منطقة تعرضت للنزاع. بخلفية طبية وتجربة مباشرة في الانتقال من فترة النزاع في ليبيا، يلتزم أحمد بتمكين المجتمع وبناء السلام. كممثل للشباب الليبي في شبكة الشباب التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤسس مشارك لمؤسسة السلام الدائم، وقائد في الائتلاف الإقليمي للشباب والسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمكن أحمد من الوصول إلى آلاف الشباب، ناشرًا الأمل وبناء الصمود في ليبيا والمنطقة.
في هذه المقابلة، نتعرف على أثر النزاع على الشباب الليبي، ورحلة أحمد التحويلية مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، وأهمية تمكين الشباب والقيادة في بناء السلام وتعزيز المجتمعات القادرة على الصمود.
*تم تحرير المقابلة للتوضيح والاختصار.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: ما هي التحديات التي واجهتها أنت ومجتمعك في بنغازي، خاصة خلال فترة الانتقال في ليبيا؟ وكيف ترى تأثيرها على جيلك؟
أحمد: كان التحدي الرئيسي الذي واجهته في البداية هو العثور على الدعم. على الرغم من رغبتي في إحداث فرق، لم يكن هناك من يرشدني أو يوضح لي الطريق. هذا النقص في التوجيه يشكل تحديًا كبيرًا، ويتسبب في استسلام الكثير من الشباب في هذه المرحلة.
التحدي الآخر هو الخطر المرتبط بالعمل في مواضيع حساسة مثل السلام. في ليبيا، الحديث عن هذه القضايا قد يشكل خطرًا على الحياة بسبب احتمال وجود مجموعات متطرفة.
فقد العديد من الشباب العاملين في هذا المجال حياتهم، مما خلف صدمة دائمة. وعلى الرغم من تحسن الوضع، إلا أن الخوف من تلك السنوات لا يزال موجودًا، مما يمنع الشباب من اتخاذ المبادرات.
كما توجد قيود كثيرة على ما يمكننا قوله أو فعله، مستمدة من أحداث وصدمة الماضي.
بدلًا من بناء القدرات والعمل، أمضينا تلك السنوات فقط في محاولة البقاء على قيد الحياة، وهو ما يزال يؤثر على مستوى العمل الشبابي في ليبيا حتى اليوم.
أنا الآن في الخامسة والعشرين من عمري. بدأت الثورة عندما كنت في الحادية عشرة، واندلعت الحرب الأهلية عندما كنت في الخامسة عشرة واستمرت لخمس سنوات في بنغازي. كنت أسافر 3-4 ساعات يوميًا إلى كلية الطب، غالبًا باستخدام الطرق الترابية لأن الطرق الرئيسية كانت خطرة بسبب القتال. مررت بمرحلة اكتئاب لم يكن لدي خلالها أي أهداف سوى انهاء الدراسة – حتى جائتني تجربة في المجال المدني، حيث بدأ يتغير تفكيري.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة:** كيف سمعت عن المكتب لأول مرة؟ وما الذي جذبك إلى ولايته؟
أحمد: تطور اهتمامي عندما شاركت في مسابقة* تتعلق بمبادرات شبابية ومجتمعية، وقد توافقت مع قيمي. أحببت طريقة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في إشراك الشباب وجهوده في التواصل بأسلوب داعم. عزز هذا اهتمامي بعمل المكتب، ووجدت أن ولايته واضحة ولها أثر.
بعد مشاركتي وفوزي في المسابقة، انخرطت أكثر مع المكتب، مما أدى إلى مشاركتي في شبكة الشباب. من خلال هذه الشبكة، حصلت على دعم لتنفيذ مبادرة في بنغازي وإحداث تأثير على المستوى المحلي.
*المسابقة الإقليمية "#شارك_بالتأثير" هدفت إلى تمكين الشباب والمؤسسات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الأكاديمية في الجزائر، ومصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان من تطوير مبادرات مبتكرة لتمكين الشباب وتعزيز الصمود في مواجهة المخدرات، والعنف، والجريمة، والفساد.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: هل يمكنك مشاركة المزيد عن تجربتك مع هذه المسابقة؟
أحمد: كانت مسابقة "#شارك_بالتأثير" أول مسابقة إقليمية أشارك فيها. عادة ما أتردد في المشاركة في المسابقات لأن بعضها في ليبيا يبدو محدد النتائج مسبقًا بناءً على انتماءات سياسية أو عوامل أخرى. ولكن هذه المسابقة كانت تجربة إيجابية.
قابلت العديد من الشباب الذين كانوا هناك بسبب جهودهم الحقيقية وأفكارهم، وليس فقط للفوز. كانت أفكارهم تهدف فعلاً إلى إحداث فرق في مجتمعاتهم، مما ألهمني.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: حدثنا عن تجربتك مع شبكة الشباب التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا**. ماذا تعلمت منها؟
أحمد: تُحدث شبكة الشباب تأثيرًا كبيرًا، وكان الدعم الذي حصلنا عليه من المكتب لتنظيم ورشة بنغازي ممتازًا. استخدمت الورشة التعبير الإبداعي مثل الموسيقى والفنون والمسرح كوسائل للوقاية. وأبدى العديد من الشباب رغبة في المشاركة في أنشطة مماثلة، وسجل بعضهم في أنشطة موسيقية وفنية في المكان.
من خلال تمكين الشباب من توجيه طاقاتهم إلى منافذ إنتاجية، نعزز صمودهم ونساعدهم على بناء عوامل وقائية ضد المخدرات والجريمة والعنف.
أهم ما استقدته من مشاركتي في فعالية إطلاق شبكة الشباب هو اكتشاف مجموعة البرامج والأدوات التي يوفرها المكتب، مثل مبادرة المبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد (جريس)***. كانت هذه أول مرة أسمع عن جريس، ووجدتها مبادرة ذات تأثير كبير.
كما أتاحت لي الفعالية التواصل مع أشخاص من دول مختلفة في المنطقة، حيث جلبوا معرفة وخبرات قيمة.
رغم أننا أدركنا أننا بحاجة إلى تعلم الكثير وتطوير مهاراتنا، إلا أنني غادرت الفعالية وأنا أشعر بالثقة بأن المكتب ملتزم بدعم شبكة الشباب. وأعتقد أنهم يرون في هذه الشبكة إمكانات كبيرة لإحداث تأثير حقيقي في المنطقة مع مرور الوقت.
**شبكة الشباب التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي أُطلقت في أبريل 2024، تسعى إلى تمكين الشباب ليصبحوا وكلاء فاعلين للتغيير في مجتمعاتهم ضد المخدرات والعنف والجريمة، من خلال ثلاثة محاور: التمكين، المشاركة الفاعلة، والشراكات الموجهة للشباب والتواصل والتنسيق. جمعت الشبكة 34 شابًا من الجزائر، ومصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين والسودان.
***تم تدريب الشباب المشاركين في الشبكة كوكلاء فاعلين للتغيير ضمن مبادرة جريس التابعة لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والتي تعمل من خلال التعليم الأساسي والثانوي، والأوساط الأكاديمية والبحثية، وتمكين الشباب، مستهدفة مستويات مختلفة من التعليم وأوجه المجتمع لتعزيز ثقافة مناهضة للفساد.***
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: ما هو الأثر الذي تراه لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على الشباب على أرض الواقع؟
أحمد: نحن، كشباب مشاركين في هذه المبادرة وملتزمين بالعمل مع المكتب لبناء قدراتنا واتخاذ إجراءات هادفة. يعتمد هذا الجهد على الثقة المتبادلة – نحن نثق في أن المكتب سيوفر لنا الدعم والمهارات التي نحتاجها، والمكتب يثق في أننا سنستخدم هذه الموارد لإحداث تأثير حقيقي.
مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: ما هي المهارات والفرص التي تعتقد أنها ضرورية في ليبيا؟ وكيف يمكننا مساعدتك في تطويرها؟
أحمد: في ليبيا، التحدي لا يقتصر فقط على الأنشطة الظاهرة مثل ورش العمل؛ إنما يشمل أيضًا العمل الذي يتم خلف الكواليس، مثل التواصل عبر البريد الإلكتروني، وبناء الشبكات، والأعمال الورقية – وهي مهارات يفتقر إليها العديد من الشباب. المهارات المكتبية مهمة، لكن الفرص لتطويرها محدودة.
من المهم أيضًا أن يفهم الشباب كيفية التنقل ضمن قنوات الأمم المتحدة لتحقيق التغيير واستخدام الموارد بشكل فعال. بناء القدرات في مجالات مثل مكافحة الفساد، والأمن السيبراني، والتصدي لأشكال الاتجار غير المشروع أمر أساسي.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
تم تنفيذ الأنشطة المذكورة في المقابلة ضمن البرنامج الإقليمي "أثر الشباب الذي يهدف إلى تمكين وتعزيز صمود الشباب ضد المخدرات والعنف والجريمة. البرنامج نشط في الجزائر، ومصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين والسودان، ويموله وزارة التنمية والتعاون الاقتصادي بجمهورية المانيا الاتحادية.