القاهرة، مصر - 4 يونيو 2024
وفقًا لتقرير المخدرات العالمي لعام 2023، استخدم ما يقرب من 275 مليون شخص المخدرات في العام السابق، حيث يعاني أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات استخدام المخدرات، مما يبرز النطاق العالمي لهذا التحدي. في مصر، وهي دولة ذات تعداد سكاني كبير وشريحة شبابية كبيرة، تأخذ جهود علاج المخدرات شكلاً جديدًا مع تقديم حزمة التدريب تريتنت بواسطة مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، بالتعاون مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى.
تريتنت هي مجموعة من وحدات التدريب لعلاج تعاطي وإدمان المخدرات، تغطي مجموعة واسعة من العناصر بدءًا من الفحص والتقييم إلى طرق العلاج المختلفة والعلاج الأسري. تُعد حزمة التدريب تريتنت مكونًا أساسيًا من مبادرة تريتنت التي طورها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في عام 2008 بواسطة مجموعة دولية من الخبراء. لقد كان لها دور أساسي في تعزيز المعرفة والمهارات لدى المختصين العاملين في مجال اضطرابات استخدام المواد المخدرة.
تم بناء أول تدريب تريتنت في مصر على الدليل المختص "بعناصر العلاج النفسي الاجتماعي" و"الدليل المختص بالأسرة" واستهدف بشكل خاص 32 من الأخصائي النفسيين والاجتماعيين، والأطباءالنفسيين، بما في ذلك المختصين الشباب، مما يبرز الدور المحوري للأجيال الشابة في التنمية الاجتماعية والجهود المستمرة ضد اضطرابات استخدام المواد المخدرة. ويؤكد هذا التركيز على الشباب على أهميتهم الحاسمة ليس فقط كمستفيدين من هذا التدريب المتقدم، ولكن أيضًا كعوامل رئيسيين للتغيير داخل مجتمعاتهم.
"أريد أن أكون مؤثرًا للشباب (...)، الآن نحن مستعدون لتقديم برامج علاج شاملة"، يقول محمد، طبيب نفسي ومحاضر في إحدى الجامعات الطبية في سوهاج، ومشارك في التدريب.
يلعب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة دورًا محوريًا في الجهود الدولية لمنع استخدام المخدرات ومكافحة الاتجار غير المشروع بها مع تقديم المساعدة المباشرة للحكومات لمساعدتها على معالجة هذه القضايا، بما في ذلك تنفيذ برامج فعالة لعلاج استخدام المخدرات التي تتوافق مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات.
شاركت مروة، أخصائية أخرى في علاج اضطرابات استخدام المواد المخدرة من صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، خططها لتطبيق المعرفة المكتسبة من التدريب وأشارت إلى أنه "بعد هذا التدريب، سأطبق المزيد من أدوات التقييم السريع، والتدخلات القصيرة، والعلاج السلوكي المعرفي، كأدوات علاجية."
لم يزود تدريب تريتنت المشاركين بأدوات محددة فقط، لكنه أيضًا عمل على بناء الأساس لمزيد من التواصل المهني بينهم، مما يعزز مجالات تخصصهم وتمهيد الطريق للمضي قدمًا. تضيف مروة: "اتفقنا على جمع شبكة من الأخصائيين النفسيين، والأطباء النفسيين، والعاملين الاجتماعيين، المتعلقة بهذا التقييم لتبادل الخبرات في مجال تخصصنا بانتظام كل ثلاثة أشهر،" مؤكدة على الالتزام بإنشاء مجتمع مهني.
كان هذا النشاط التدريبي جزءًا من برنامج "أثر الشباب" لتمكين الشباب وتعزيز صمودهم ضد المخدرات والعنف والجريمة، بدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية. البرنامج يُنفذ في الجزائر، ومصر، ولبنان، وليبيا، وفلسطين، والسودان. في عام 2023، درب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة 110 من المهنيين الطبيين العاملين مع الشباب الذين يستخدمون المخدرات ضمن برنامج "أثر الشباب" الإقليمي.
لمزيد من المعلومات:
