القاهرة، مصر، 19 ديسمبر 2024
يأتي شعار "الاتحاد مع الشباب ضد الفساد: تشكيل نزاهة الغد" في صميم اليوم الدولي لمكافحة الفساد هذا العام، حيث يبرز اليوم الدولي دور الشباب باعتبارهم عوامل رئيسية للتغيير في جهود مكافحة الفساد. وفي هذا السياق، نظم مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد بهيئة الرقابة الإدارية في جمهورية مصر العربية "يوم النزاهة" لدعم دور الشباب في تعزيز ثقافة النزاهة والمساءلة والشفافية.
شهدت فاعليات "يوم النزاهة" مشاركة أكثر من 50 أستاذا وطالبا من مختلف الجامعات في جميع أنحاء مصر بهدف دعم وتوسيع نطاق الوحدات الأكاديمية الخاصة بالمبادرة العالمية للتعليم وتمكين الشباب في مجال مكافحة الفساد (مبادرة جريس) والتي استهدفت طلاب الجامعات. كما أتاح "يوم النزاهة" فرصة للأساتذة والطلاب الذين تلقوا تدريبات من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الرقابة الإدارية لتبادل خبراتهم والدروس المستفادة والمهارات المكتسبة من هذه التدريبات.
في هذا الإطار، سلطت الدكتورة ميادة مصطفى من جامعة حلوان الضوء على الأثر العميق للتدريب على أعضاء هيئة التدريس، قائلة: "بعد التدريب، حرصنا على دمج مبادئ مكافحة الفساد في جميع التخصصات في جامعة حلوان، الآن يستخدم الطلاب الفن للتعبير عن رفضهم للفساد، كما نعمل على دعم الوحدات الأكاديمية من مختلف التخصصات بإضافة التعاليم التي توضح صور الفساد وذلك لتعميم الوعي بالنزاهة والشفافية بين طلابنا وخريجينا."
دائما ما تقترن الجهود المبذولة لمكافحة الفساد بتنمية الشباب والتي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التعليم والتدريب الذي يزود الشباب بالمعرفة والمهارات والوعي بالنزاهة. وفي هذا السياق، يحتفل "يوم النزاهة" بالشراكة الطويلة الأمد بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الرقابة الإدارية، والتي أثمرت عن تدريب 26 أستاذا ومحاضرا على الوحدات الاكاديمية لمكافحة الفساد التابعة للمكتب. كما مكّن التدريب المدربين من قيادة 9 برامج تدريبية مكثفة حول مكافحة الفساد مع التركيز على نزاهة الأعمال، استفاد منها أكثرمن 300 طالب جامعي وأستاذ مساعد في 22 كلية تابعة ل 11 جامعة خاصة وحكومية في 7 محافظات مصرية، وذلك بدعم من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الرقابة الإدارية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
شارك الدكتور عبد الكريم محمود من جامعة أسيوط تجربته مع المكتب حول الفرق الذي أحدثته برامج تدريب المدربين والدروس المستفادة: "ما كان مميزًا في هذه البرامج هو الحرص على مشاركة أساتذة من خلفيات أكاديمية مختلفة. على سبيل المثال، قمت بتطبيق ما تعلمته لتعزيز النزاهة في مجال المحاسبة والتدقيق. علاوة على ذلك، تمكنت من مشاركة هذه المعرفة مع طلاب جامعة أسيوط مما ساعد على تشكيل جيل قادر على بناء مستقبل قائم على الشفافية والنزاهة."
عزز المكتب أيضًا توطين وحداته الأكاديمية لمكافحة الفساد بالتعاون مع الشركاء الوطنيين في مصر وليبيا وفلسطين لضمان توافقها مع السياق المحلي لبلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من خلال هذه المبادرة، ساهم المكتب في تعزيز المعرفة بين طلاب الجامعات في المنطقة وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة الفساد في مختلف الأوساط المهنية وتعزيز ثقافة النزاهة والمساءلة.
في هذا السياق أضاف أحد الطلاب المشاركون: "شعرت أن صوتي مسموع ولرأيي أهمية، فلم يكن التدريب أحادي الجانب، بل أتيحت لنا المساحة لمناقشة كبار المسؤولين المعنيين بمكافحة الفساد على المستوى الوطني كذلك عبرنا لهم عن آمالنا وتطلعاتنا، فضلا عن الجهود اليومية التي نبذلها لزيادة الوعي في مجتمعاتنا المحلية حول أشكال الفساد المستترة. تحمسنا كثيرا لمعرفة أننا شركاء في جهود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وهيئة الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد."
يعمل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، جنبا إلى جنب مع هيئة الرقابة الإدارية، على دعم الشباب في نشر النزاهة والسلوك الأخلاقي داخل دوائرهم الاجتماعية ومكافحة الفساد على المستوى المحلي وإلهام التغيير المستدام في المنطقة.